اعترافات رجل إعلانات
يروي أوجيلفي قصصًا عن نجاحاته في حملات إعلانية شهيرة مثل إعلانات سيارات رولز رويس. استخدم أوجيلفي عنوانًا بسيطًا وقويًا لواحدة من حملاته: “عند سرعة 60 ميلًا في الساعة، الضوضاء الوحيدة التي ستسمعها هي ساعة رولز رويس”. هذا العنوان يعكس بوضوح فلسفته: توضيح فائدة المنتج بطريقة إبداعية وبدون مبالغة أو تفاصيل غير ضرورية.
نبذة عن حياته
ديفيد أوجيلفي (1911-1999) كان من أبرز الشخصيات في عالم الإعلان، وترك بصمة لا تُمحى على هذه الصناعة. نشأ أوجيلفي في إنجلترا وتلقى تعليمه في اسكتلندا، ولم يكن مساره المهني تقليديًا. فبدلاً من أن يبدأ في مكاتب الإعلانات الفاخرة، كان أوجيلفي مندوب مبيعات بسيط للموقد الكهربائي. ومع ذلك، كانت لديه مهارة فريدة في التواصل مع العملاء وإقناعهم، وهو ما انعكس في دليل المبيعات الذي أعده بنفسه. هذا الدليل فتح له الأبواب ليدخل عالم الإعلان من أوسع أبوابه.
في عام 1948، أسس أوجيلفي وكالته الإعلانية الخاصة “أوجيلفي آند ماثر”، التي سرعان ما أصبحت واحدة من أكبر الوكالات على مستوى العالم. بفضل خلفيته في مجال الأبحاث والتسويق، استطاع تطوير أسلوب إعلاني فريد يقوم على الفهم العميق للجمهور والمستهلكين.
أبرز القواعد التي يتبناها ديفيد أوجيلفي في فلسفة كتابة الاعلانات
التوجه العلمي
واحدة من أبرز سمات ديفيد أوجيلفي كانت اعتماده على البيانات والتحليل في صناعة الإعلانات. بالنسبة له، لم يكن الإعلان مجرد إبداع عشوائي بل عملية دقيقة تتطلب فهمًا عميقًا للسوق والجمهور المستهدف. كان يؤمن أن القرارات التي تُتخذ بناءً على الأبحاث هي القرارات الأكثر نجاحًا.
التركيز على العميل
من أعمدة فلسفته أن الإعلان يجب أن يُكتب من منظور العميل. كان دائمًا ما يؤكد أن المعلن يجب أن يضع نفسه مكان العميل ليفهم احتياجاته ورغباته، ثم يبني رسالته الإعلانية بناءً على هذا الفهم.
الوضوح والبساطة
كان أوجيلفي من دعاة الوضوح في الإعلانات. بالنسبة له، الإعلانات المعقدة تفشل في إقناع الجمهور. كان يفضل اللغة البسيطة والمباشرة التي تساعد المستهلك على فهم الفائدة الحقيقية من المنتج أو الخدمة.
فلسفته في الإعلان من كتابه “Confessions of an Advertising Man”
يعتبر كتاب “Confessions of an Advertising Man” مرجعًا لا غنى عنه لأي شخص يرغب في فهم صناعة الإعلان من الداخل. في هذا الكتاب، وضع أوجيلفي مجموعة من الأسس التي أصبحت فيما بعد أعمدة رئيسية في عالم التسويق والإعلانات.
البحث هو الأساس
أوجيلفي كان يعتقد أن كل حملة إعلانية ناجحة يجب أن تبدأ بالبحث. فبدلاً من الاعتماد فقط على الحدس والإبداع، كان يؤكد أن الفهم العميق للسوق والمستهلكين من خلال البيانات والأبحاث هو ما يميز الإعلانات الناجحة. هذا المنهج استلهمه من عمله السابق في مجال أبحاث السوق، وهو ما طبقه بفعالية في حملاته الإعلانية.
الإعلان يجب أن يبيع
على عكس الكثير من المبدعين الذين يركزون على الإبداع الفني في الإعلان، كان أوجيلفي يركز على تحقيق النتائج. بالنسبة له، النجاح الحقيقي للإعلان لا يُقاس بعدد الجوائز أو الشهرة، بل بعدد المبيعات التي يحققها. كان الإعلان بالنسبة له وسيلة لتحقيق هدف واضح: زيادة المبيعات.
تسليط الضوء على فوائد المنتج
أوجيلفي كان يدعو دائمًا إلى التركيز على الفوائد الحقيقية للمنتج أو الخدمة. كان يرى أن المستهلكين لا يهتمون بالإعلانات التي تركز على الشعارات الجذابة فقط، بل يريدون معرفة كيف سيحسن المنتج حياتهم. لذلك، كان يركز على إبراز الفوائد بشكل واضح ومباشر.
الاهتمام بالتفاصيل
أوجيلفي كان من أشد المؤمنين بأن كل تفصيل صغير في الإعلان يجب أن يُدرس بعناية. سواء كانت الكتابة أو التصميم أو اختيار الصور، كان يرى أن كل عنصر يجب أن يساهم في تقديم رسالة إعلانية فعالة وجذابة.
عدم إهانة ذكاء الجمهور
من أهم قواعد أوجيلفي كانت احترام ذكاء المستهلك. كان يؤمن بأن الإعلان يجب أن يكون واضحًا ومحترمًا، دون محاولة التلاعب أو استخدام الحيل الرخيصة. هذا المنهج جعله من أكثر الشخصيات احترامًا في عالم الإعلان.
مثال على فلسفته: إعلانات سيارات رولز رويس
واحدة من أشهر حملاته كانت لإعلانات سيارات رولز رويس. استخدم أوجيلفي عنوانًا قويًا وبسيطًا يقول: “عند سرعة 60 ميلًا في الساعة، الضوضاء الوحيدة التي ستسمعها هي ساعة رولز رويس”. هذا العنوان يعكس بوضوح فلسفته في إبراز الفائدة الرئيسية للمنتج بطريقة مباشرة وبدون مبالغة.
دروس مستفادة
من خلال قراءة “Confessions of an Advertising Man” وفهم فلسفة أوجيلفي، يمكن استخلاص العديد من الدروس التي لا تزال صالحة في عالم الإعلان اليوم. من أهمها:
- البحث الشامل هو المفتاح: الفهم العميق للجمهور هو الأساس لبناء حملة إعلانية ناجحة.
- الوضوح هو القوة: الإعلانات التي تصل بسرعة إلى المستهلك هي الأكثر فعالية.
- الإعلانات يجب أن تبيع: الهدف الأساسي للإعلان هو تحقيق المبيعات وليس مجرد لفت الانتباه.
- احترام ذكاء الجمهور: التعامل مع المستهلك بذكاء واحترام يعزز من فعالية الرسالة الإعلانية.
تحتاج لمساعدة لتحسين مظهر مشروعك ؟
ما عليك سوى ملئ الاستمارة
شاهد أهم المشاريع التي عملنا عليها سابقاً لعام 2024
المزيد من المقالات
اعترافات رجل إعلانات
عدم إهانة ذكاء الجمهور: كان ديفيد أوجيلفي يؤمن بأن المستهلكين أذكياء ولا يجب التعامل...
تابع القراءةدليلك الشامل لبناء هوية بصرية
بناء هوية بصرية قوية لا يحدث بين عشية وضحاها. لا يمكنك فقط اختيار بعض...
تابع القراءة10 نصائح لتصميم شعار مميز
التواصل البصري هو الأساس الذي تعتمد عليه العلامات التجارية لتحقيق الانسجام بين رسالتها وعناصرها...
تابع القراءةالتواصل البصري في سياق العلامة
التواصل البصري هو الأساس الذي تعتمد عليه العلامات التجارية لتحقيق الانسجام بين رسالتها وعناصرها...
تابع القراءة